تأثير الحرب الأهلية الامريكية على الموسيقى

على الرغم من أن الموسيقى أصبحت منتشرة فى كل مكان فى الحياة الأمريكية حتى قبل الحرب الأهلية، إلا أن الصراع بين الشمال والجنوب دفعها إلى آفاق جديدة من الأهمية وبالنسبة لأكثر من 3 ملايين جندى انضموا إلى جيوش الاتحاد والكونفدرالية من 1861 إلى 1865، قدمت الموسيقى خلفية لأنشطتهم اليومية، ورفعت معنوياتهم قبل المعارك الصعبة وحافظت على الروح المعنوية التى تشتد الحاجة إليها مع استمرار الحرب، بالنسبة لمن هم على الجبهة الداخلية، كانت الموسيقى التى خرجت من الصراع بمثابة رابط لأحبائهم، وشقت طريقها فى النهاية إلى نسيج الحياة الأمريكية، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع “هيستورى”

ولعب الجنود دورًا كبيرًا فى الترويج للأغانى خلال الحرب الأهلية، كان كل من أفواج الاتحاد والكونفدرالية يلعبون ويغنون أثناء مسيرتهم وفى معسكراتهم، وينشرون أغانيهم المختارة إلى المجتمعات التى واجهوها فى جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى الفرق العسكرية الكبيرة المخصصة لوحدات الجيش، وقامت مجموعات أصغر من الموسيقيين الميدانيين بعزف آلات مثل فيفيس والطبول والبوق لمرافقة القوات فى أنشطتهم اليومية – من الاستيقاظ والنداء إلى التدريبات والمسيرات وحتى خروج النور – وحتى خلال المعركة. وفقًا لبعض التقديرات  بلغ العدد الإجمالي للموسيقيين العسكريين الذين خدموا أثناء الحرب قرابة 54000

أغنية “Taps” التى أصبحت مألوفة الآن مثل اللحن الذى يتم عزفه فى الجنازات العسكرية، ظهرت لأول مرة فى عام 1862، عندما وضع جنرال فى الاتحاد مع لوائه نداء بوق جديد لإطفاء الأنوار، انتشرت بسرعة إلى الوحدات الأخرى في جيش الاتحاد ، واستخدمت لأول مرة في جنازة عسكرية خلال حملة شبه الجزيرة فى فرجينيا فى وقت لاحق من ذلك العام وأدت الحرب الأهلية إلى طفرة في تأليف الأغاني الأمريكية: يقدر المؤرخ كريستيان ماكويرتر أنه تم نشر ما بين 9000 و 10000 أغنية كموسيقى ورقة أثناء الحرب ، بما فى ذلك حوالى 2000 فى السنة الأولى من الصراع وحده