أثر الموسيقى العربية في الغرب

يعد الفن مظهراً من مظاهر الثقافة العربية، وكما وجدنا أثر العرب في العلوم، وجدنا أثرهم أيضاً في الفنون، وفي الفن الموسيقي والغنائي على وجه التحديد، وقد ترك العرب في العصور الوسطى إرثاً كبيراً هائلاً من النتاجات الفنية الموسيقية والغنائية
يوضح د. عادل الألوسي في كتابه «التراث الموسيقي العربي وأثره في أوروبا»، أنه بعد الفتوحات بأجيال أخذ فن الموسيقى العربي يبتعد عن المؤثرات الخارجية، ويكوّن لنفسه شخصية تدل عليه، وهناك صور متعددة للفن الموسيقي والغنائي العربي، تبين تطوره ومدارسه وأساليبه في مختلف البيئات الإسلامية
لكن كيف تم لهذا الفن أن يكتمل ويؤثر، وللإجابة ينبغي أن نعرض أصول الفن الموسيقي والغنائي عند العرب لنخلص إلى أن العرب لم يكونوا خلوا من الفن، لقد كان للعرب في جاهليتهم من الألحان ما يوافق بساطتهم وخشونة حياتهم، فالبدو منهم عرفوا أنواعاً من الحداء، الذي يستعملونه في البادية استحثاثاً للإبل، خصوصاً أن نهضة الشعر عندهم ساعدتهم على الترنم، وعرف الحضر منهم بعض الآلات الموسيقية، على أن بعض تلك التسميات مأخوذة من أسماء بابلية وآرامية وحميرية
ويشير الكتاب إلى أن الموسيقيين العرب بدأوا يبحثون عن أغاني الشعوب القديمة، وتأثروا ببعض النظريات اليونانية، لكنهم كرياضيين وعلماء طبيعة طوروها ونقحوها من خلال الاختبارات والتجارب، وكان الكندي والفارابي من أشهر المتقدمين، وفي القرن العاشر الميلادي ظهر الفارابي من خلال أطروحته «الموسيقي الكبير» وقد تعلمت أوروبا من ابن سينا والفارابي العلاقة بين النغم الثالث الكبير والنغم الثالث الصغير، ومن الكندي يبدأ الدور الثاني لتطوير الموسيقى العربية في العصر العباسي الأول، وله مؤلفات في أصول التلحين عند العرب، وبالرجوع إليها يمكن فهم الكثير من المصطلحات الموسيقية

المرجع المجمع العربي للموسيقى