الموسيقى هي التجسيد الملموس للجمال المسموع، ودونها سيغدو الإنسان كائناً، جافاً، مُتصحراً، خاوياً، عيناً دون دمعها، وجسداً دون روحه. اهتمّت الحضارات عبر التاريخ الإنساني بالموسيقى، كونها حاجة ضرورية ومُلحة للإنسان؛ وهذا أدّى إلى تَطور الموسيقى حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من خلال عباقرةٍ آمنوا بهذا الفن، وعملوا على تطويره والإضافة إليه، وطالما كان للموسيقى والموسيقيون أكبر الأثر في حياةِ الإنسان مهما كان جِنسُهُ، أو دينُهُ، أو عرقه، أو لغته. تأثير الموسيقى في الإنسان تُستعمل الموسيقى اليوم في العلاج، ويُمكن القول إنّ توظيفَ الموسيقى على هذا النحو قد نَبَع من قدرتها على تَحريك المشاعر الراكدةِ في أعماقِ الإنسان. يًمكن أنْ تَكون الموسيقى – التي ما هي إلّا تجسيدٌ لِمعاني الجمال – وسيلة من وسائلِ البُعد عن المشاعر القبيحة، والتصرفات الكريهة التي تَصدر عن الإنسان في لحظاتِ الضَّعفِ الإنسانية، وتَزدادُ فعالية الموسيقى في هذا الجانب إذا اقترنت بِخلفيةٍ دينيةٍ حقيقيةٍ مُتنورة؛ فالدّين والجمال شيءٌ واحد، غير أنّ هَيئةَ كلِّ واحدٍ منهما تَختلفُ عن هَيَئةِ الآخر. تُساعد الموسيقى على الإحساس بالآخر؛ لهذا فهي وَسيلةٌ لِترقيق القلوب، وعلى هذا فإنَ الموسيقى تُبعِدُ من يَتذوقها، ومَن يتربى على ثقافتِها عن الأعمال الإجرامية، وتساعد على تَقريب الناس من بعضهم؛ فهي لغةٌ للوحدة العالمية، تجاوزت في قُدراتها كافة اللغات الأخرى. تُعطي بُعداً آخر لأيّ عملٍ تَدخل إليه، سواءً كان فنياً أم غير ذلك، فمثلاً نرى اقتران الموسيقى بالقنواتِ والبرامجِ المتلفزة، كما نرى اقترانها بالأفلام إلى درجةٍ صارت الموسيقى التصويرية أو السينمائية نوعاً خاصاً من أنواع الموسيقى لها عُشاقها، ورُوادها. وسيلةٌ من وسائل لَفتِ انتباه الناس إلى قضايا معينة، من خلال المشاعر التي تَبُثُها في نفوس الناس، كما يَحدث في الحُروب – على سبيل المثال – حيث يقوم الموسيقيون بإنتاج مَقطوعاتٍ موسيقيةٍ مُؤثرةٍ قادرةٍ على التّأثير بكلِّ من يَستمع إليها.كما تعتبر الموسيقى وسيلةٌ تَحفز النّاس على القيام بأعمالهم، وإنجاز مهماتهم؛ لهذا فإنّ النّاس في أحلَكِ الأوقات يَبدؤونَ بترديدِ الأناشيد المُحفزة والتي تَبُثُ الهِمَّة، والرّوحَ المعنوية العالية في النفوس الإنسانية المتعبة.