الموسيقى في روما القديمة، هي جزء من الثقافة الرومانية منذ العصور المبكرة] كانت الموسيقى من الطقوس العهدية في الجنازات، والتيتبية آلة موسيقية خشبية، كانت تعزف أثناء تقديم الأضاحي لدرء الشرور أغنية كارمن كانت جزء لا يتجزأ من جميع المناسبات اجتماعية تقريباً]قصيدة اوراس على سبيل المثال، كانت مخصصة لأغسطس وكان يؤديها كورس من الأطفال في الألعاب الجماعية في القرن 17 ق.م. تحت تأثير النظرية اليونانية القديمة، كان يعتقد حتى الموسيقي إنعكاساً لإنتظام الكون، وكانت مرتبطة بصفة خاصة بالرياضيات والفهم وكان تطور الموسيقى والرقص ورقيهما هما اللذين جعلا هذا الفوز مستطاعاً. فقد كان ينظر إلى الرقص في عهد الجمهورية على أنه عمل مرذول يجلل الراقص العار وكان سبيوالأصغر قد أرغم الدولة على حتى تغلق المدارس التي تفهم الموسيقى والرقص، وكان مما نطقه في هذا “أن الذي مضى عقله هووحده الذي يرقص وهوغير سكران”. ولكن المسرحية الصامتة جعلت الرقص طرازاً حديثاً مرغوباً فيه، ثم جعلته بعدئذ شهوة نطق عنها سنكا: “لا يكاد يخلوبيت واحد من مرقص يردد أصداء سقط أقدام الرجال والنساء؛ وأصبح الآن في بيوت جميع ثري مفهم للرقص كما فيه طاه وفيلسوف، وأضحى وجود هذا المفهم من مستلزمات هذه البيوت. وكان الرقص في صورته المألوفة في رومة يحتاج حركات منتظمة باليدين والجزء الأعلى من الجزع أكثر مما يتطلبه من حركات الأرجل والأقدام. ولم يكن النساء يتفهمن هذا الفن ويمارسنه لما يكسبهن من جاذبية فحسب، بل لأنه يكسب الجسم مرونة ورشاقة وكان الرومان يحبون الموسيقى حباً لا يفوقه إلا حبهم للسلطان، والمال، والنساء، والدماء. وأخذ الرومان موسيقاهم، كما أخذوا جميع شيء سواها في حياتهم الثقافية، عن بلاد اليونان؛ وكان لا بد لهذه الموسيقى حتى تشق طريقها وسط مقاومة المحافظين الذين لا يفرقون بين الفن والانحطاط. ذلك حتى الرقباء كانوا قبل عام 115 ق. م قد حرموا العزف على أية آلة موسيقية أوالنفخ فيها ما عدا الناي الإيطالي القصير، وكان سنكا الأكبر بعد قرن تام من ذلك الوقت لا يزال يعد الموسيقى غير جديرة بالرجال ولكن فارو كان قبل ذلك الوقت قد خص إلهة الموسيقى بكتاب من قلمه وأصبحت هذه الرسالة، هي والمصادر اليونانية التي استمدت منها، معيناً لا ينضب لمؤلفات رومانية كثيرة في النظريات الموسيقية. وما لبثت الأنغام الموسيقية الخصبة الشهوانية، والآلات اليونانية، حتى تغلبت آخر الأمر على الأنغام والآلات الرومانية الساذجة السمجة، وأصبحت الموسيقى عنصراً أساسياً في تعليم النساء، وكثيراً ما كانت عنصراً هاماً في تعليم الرجال أيضاً وما وافى عام 50 م حتى عمت جميع الطبقات، وتفهمها الذكور والإناث، فكان الرجال والنساء يقضون أياماً كاملة في الاستماع إلى الأنغام أوتأليف المقطوعات أوغنائها. وانتهى الأمر بأن أصبح الأباطرة أنفسهم من الموسيقيين، فكان هدريان الفيلسوف ونيرون المخنث ممن يزدهون بحذقهم العزف على القيثارة. وكان المقصود من قرض الشعر الغنائي حتى يغني بمصاحبة الموسيقى، وقلما كانت الألحان الموسيقية توضع إلا للشعر؛ ذلك حتى الموسيقى القديمة كانت خاضعة للشعر، عكس ما هي عليه اليوم إذ أنها تنزع إلى السيطرة على الألفاظ وتخضعها لها. وكانت الموسيقى الجماعية منتشرة محبوبة وكثيراً ما كانت تعزف في حفلات الزواج والألعاب والجنائز، وفي الاحتفالات الدينية. وقد تأثر هوراس أشد التأثر بأصوات الفتية والعذارى وهويغنون Carmen Secul Are، وكان المغنون جميعهم في هذه الأغاني الجماعية يغنون نغمة واحدة وإن اختلفت مقاماتها، ويلوح حتى الغناء الانفرادي لم يكن معروفاً عندهم