الموسيقى الصوفيةهي موسيقى تعبدية روحية مستوحاة من أعمال شعراء الصوفية المسلمين، أمثال جلال الدين الرومي، حافظ الشيرازي، بلهي شاه، أمير خسرو وخواجا غلام فريد. تعتبر تركيا أول دولة اهتمت بفن الصوفية إبان حكم الدولة العثمانية وتعد الطريقة المولوية التي أسسها الأفغاني جلال الدين الرومي سنة 207هـ، الشكل الأكثر شهرة في الموسيقى الصوفية عند المتصوفة من العرب، في حين يمثل القوالي التي أسسها الهندي أمير خسرو في القرن 14 الطريقة الأكثر شيوعا في الثقافة الصوفية لدى المتصوفة في جنوب آسيا وتتجسد أشكال الموسيقى الصوفية في حلقات من الذكر يجتمع فيها المنشدون والدراويش، مناجين ومتقربين إلى الله، جلسات لاتخلوا من الرقص الصوفي لكبح شهوات النفس والرغبات الشخصية عبر الاستماع إلى الله والموسيقى والتدبر والدوران حول النفس الذي أتى مفهومها من خلال دوران الكواكب حول الشمس وتعد دول إندونيسيا وأفغانستان وصولا للمغرب المراكز أساسية للموسيقى الصوفية وامتدادا لممارساته، كما تعتبر موسيقى غناوة غرب أفريقيا شكلا آخر من الصوفية
انتشرت الموسيقى الصوفية في الوطن العربي بفعل الاحتلال العثماني لمناطق ومدن من الوطن العربي، وبخاصة في بلدان الشرق العربي، والتي ذكرت المرسومي منها “مصر والعراق وبلاد الشام، وغيرها من مناطق الشرق العربي، وعرفت بطريقة الدراويش
للموسيقى الصوفية الفضل الأكبر على الموسيقى والغناء اليوم، ذلك أن موسيقى اليوم استمدت من تلك الموسيقى، اضافة الى أن رواد الطرب والموسيقى في العالم العربي والعراق، كانوا ذوي نهج متصوف من حيث موسيقاهم ومن خلال الموشحات والتواشيح والاناشيد التي قدموها، كونهم درسوا هذه الموسيقى في المشايخ، حيث تؤكد المرسومي “معظم الملحنين الاوائل من رواد الموسيقى العربية هم خريجو مشايخ، وكانوا يلحنون الموشح والتوشيح والنشيد، وهذا كان أساس الموسيقى العربية في نهاية القرن التاسع عشر، وهؤلاء كانوا رواد الموسيقى العربية وهم من المشايخ مثل سيد درويش والشيخ ابو العلا محمد، والشيخ زكريا احمد والشيخ سلامة حجازي، وعدّوا رواد الموسيقى العربية في الوقت الحالي، وقد تربّوا على هذا الأمر، وكان أساتذتهم من الأتراك بفعل عامل الاحتلال، إضافة الى أن السلاطين الاتراك لم يكونوا متقبلين لأيّ موسيقى، إلا تلك التي تمتزج بروح الله