التدوين الموسيقي

 

يعتبر التدوين الموسيقي أداة من الأدوات لمعالجة الموسيقى من الناحية العلمية وذلك مع نوعية الموسيقى التي لم تعتمد في نشأتها على التدوين كما هو الحال في موسيقى الشعوب التقليدية التي لا تستخدم التدوين في إحياء وتوارث موسيقاها. أما نوعية الموسيقى الأخرى التي تعتمد في بنائها الأولي على التدوين يعتبر التدوين هنا أساس البناء التكويني وهو هنا يعتبر وسيلة نقل الأفكار الموسيقية النغمية والإيقاعية بواسطة أسلوب معين من الكتابة.
والتدوين الموسيقي يمكن تشبيهه باللغة. فهو يتكون من حروف ومن خلال تجميع هذه الحروف الموسيقية يمكن تكوين الجملة الموسيقية. والحروف الموسيقية تختلف عن الحروف الأبجدية بأنها محددة الزمن من خلال الزمن الإيقاعي لكل حرف موسيقي الذي يحدد قيمته الزمنية.
وهناك أسلوبين في التدوين الموسيقي آلا وهما 
  التدوين الموسيقي الذي ينتج عنه عزف قطعة موسيقية والذي يسمى في هذه الحالة ( تأليف موسيقي) .
 التدوين الموسيقي الذي يكتب بناء على سماع قطعة موسيقية قد عزفت من قبل ولم تحتاج في نشأتها إلى التدوين الموسيقي.

مزايا التدوين الموسيقي

لا شك أن وجود التدوين الموسيقي كوسيلة لنقل الأفكار الموسيقية يساعدنا على التعرف على جوانب كثيرة من الموسيقى. فإذا نظرنا للتدوين من الناحية التاريخية نجد انه وسيلة معرفة للقوالب الموسيقية القديمة. وهو أيضا يمكننا من التعرف على التكوينات الموسيقية للبناء اللحني والإيقاعي عبر العصور. وفي الموسيقى الغربية مثلا, يمكننا تمييز عصر من عصر بواسطة التدوين. ويمكننا أيضا معرفة أسلوب التوافق  النغمي وهو ما يسمى باصطلاح (Harmony) وذلك عبر العصور المختلفة لان ما كان مصرح به في بداية عصر التأليف الموسيقي ( القرن الثاني عشر الميلادي ) لم يصرح به في القرن الرابع عشر.
وقبل اختراع أساليب التسجيلات الصوتية والمرئية كان التدوين هو الوسيلة الوحيدة للتعرف على كل هذه الجوانب الموسيقية لموسيقى الأجيال السابقة.
ومن مزايا التدوين الموسيقي أيضا أن له القدرة على حفظ القطع الموسيقية بغض النظر عن قبولها أو رفضها في المجتمع, وهذا عنصر لم يكن موجود قبل اختراع التدوين الموسيقي, فكانت الأغنية تعيش كلما رددها المجتمع وتندثر عند عدم ممارسة المجتمع لها.
والتدوين الموسيقي يمكن الاستفادة منه أيضا في الموسيقى التي لم تعتمد على التدوين الموسيقي لا في نشأتها ولا في أسلوب ممارستها ولا حتى في أسلوب توارثها ذلك مثل معظم موسيقى الشعوب التقليدية (الشعبية). وهنا يمارس التدوين الموسيقي دورا آخر وهو المساعدة في البحث أو التحليل العلمي أو المقارنة.
ووظيفة التدوين هنا هي وظيفة شرح هدف قد تم فعلا. والتدوين هو ” تقرير مكتوب ” عن هذا الحدث والعكس في التليف الموسيقي. فالتدوين هو أساس وجود هذا الحدث الموسيقي.

مبادئ التدوين اللحني

يرتبط التدوين اللحني بالسلالم الموسيقية للثقافة المعنية. ففي الموسيقى الغربية تستخدم السلالم الكبيرة والسلالم الصغيرة والفرق بينهما هو في تكوين الأبعاد أو المسافات بين درجاتهما.
والسلم في الموسيقى العربية – أيا كان نوعه – يتكون من الديوان, ويسمى (اوكتاف) أو في المخطوطات العربية بالديوان. ويقسم الاوكتاف في الموسيقى الغربية إلى 12 نصفا متساويا. ومن هذه الأبعاد يتكون السلم الموسيقي الذي يبنى على اختيار سبع نغمات أصلية متتالية لتحديد السلم. واهم تقسيمات السلالم الموسيقية في الموسيقى الغربية هي تقسيم السلم الكبير وتقسيم السلم الصغير.
ولتكوين كل سلم – بغض النظر عن طبقته الموسيقية أي درجة بدايته – يجب إتباع أبعاد معينة بين درجاته الثماني وتتكون هذه الأبعاد من
1. بعد كامل.
2. نصف بعد.
3. بعد كامل ونصف